The Closing Statement Third conference
Pioneering in Leadership Qualification (Towards Complementary Milestone Approach for Growing Community)
In the name of God, the most gracious, the most merciful
يسعدنا أن نختتم مؤتمرنا العلمي السنوي الذي عقد تحت شعار “الريادة في التأهيل القيادي” يومي 20 و21 أبريل 2024 بجامعة اسطنبول الحضارية في مدينة إسطنبول بنجاح كبير، وبتفاعل ملهم من قبل الخبراء والباحثين المشاركين من 15 دولة. لقد تم تصميم الورش والجلسات العلمية لمؤتمر القيادة المستدامة بشكل يسهم في تحقيق أهداف المؤتمر وغاياته بشكل شامل وتكاملي. فقد تناولت هذه الجلسات مجموعة متنوعة ومتكاملة من المحاور بدأت من تشخيص وتقييم واقع البناء والتدريب القيادي الحالي، وامتدت إلى استعراض التجارب العالمية في هذا المجال، ثم تناولت مستقبل البناء والتدريب القيادي وتحديد معالم رؤية جديدة، مع التركيز على رؤية المشروع وكيفية تحقيق الريادة في التأهيل القيادي. ومن الواضح أن هذه المحاور تغطي المدخلات والمخرجات المطلوبة لبناء إطار منهجي مرجعي في التأهيل القيادي بشكل شامل وتكاملي، حيث تم في البداية عرض واقع معايير حوكمة برامج التأهيل القيادي وآليات قياسها في الجلسة الأولى بهدف تشخيص وتقييم الوضع الحالي، ثم في الجلسة الثانية تم استعراض التجارب العالمية لاستلهام أفضل الممارسات من الخبرات الدولية، وفي الجلستين الثالثة والرابعة تم التركيز على مستقبل البناء والتدريب القيادي ومعالم رؤية جديدة لتحديد الكفايات والمؤهلات المطلوبة والتطلعات المستقبلية، وقد ساهمت جلسات المؤتمر بشموليّتها وتكاملها في بناء فهم واضح لماهية القيادة المستدامة وكيفية تحقيقها، ومما عزّز هذا الوضوح التفاعل العالي والنوعي من المشاركين، وذلك يبشر باستمرار هذه الجهود وتكاملها بعد المؤتمر نحو تحقيق غاية المؤتمر ورؤية المشروع. لقد ناقش هذا المؤتمر الكفايات الأساسية والاحتياجات الضرورية لصياغة مناهج وبرامج التدريب والتأهيل والتنمية القيادية والتي تعزز الجدارات والقيم اللازمة للقيادة في الأوضاع العادية، مع الاستشراف والاستعداد المسبق للتعامل مع الكوارث والصراعات، وإيلاء المزيد من الاهتمام لتمكين الثبات النفسي عند القيادات العربية والإسلامية بشكل عام وفي الشرق الأوسط خاصة. وقد قام المؤتمر باستعراض عدد من التجارب العالمية في البناء القيادي والتي ترتكز على عدة عوامل، كالجمع بين الأصالة والحداثة، والبناء المبكر للقادة عبر تفعيل الدور التأهيلي والمقدس للأسرة، والاهتمام بدور التعليم والمعلم في تعزيز القيم الجماعية، ودور التدريب المتواصل والتعلم الذاتي المستمر، وكذلك عن طريق الاحتضان عبر مؤسسات إنسانية متفردة يتم تعزيزها ببرامج علمية وروحية وتدريبية. إننا في هذا المؤتمر نؤكد أن الرؤية الإسلامية لبناء القادة ترتكز على رسالة خالدة تهدف لصناعة قائد رسالي مؤثر من خلال عمل مؤسسي قابل للتوريث، ودمج معايير الحوكمة، واستخدام أدوات القياس الموثوقة وتقييم الأثر، والتركيز على التطبيق العملي، والتأكيد على التطوير الشخصي والتعرض للخبرات المتنوعة، واكتساب الحكمة، والارتكاز على المبادئ والقيم، وضمان مشاركة جميع أصحاب المصلحة، وتحديث محتوى التدريب بانتظام، والاستفادة من التكنولوجيا، وتوفير الدعم والمتابعة، والتحدي في كل ذلك هو تحويل التأهيل القيادي إلى واقع معاش داخل المنظمات وفي المجتمع بدل الاكتفاء بكونه مجرد ممارسات اختيارية يمتلك الإداريون تبنيها أو تجاهلها. At the end of this scientific event, and after extensive discussions and the exchange of ideas and experiences in scientific sessions and workshops, the conference came out with the following recommendations: – أولا: ضرورة بناء إطار منهجي جديد يُوَحِّد ويُوجه جهود وبرامج تدريب وتأهيل القادة في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، ويكون هذا الإطار بمثابة دليل منهجي وإطار مرجعي حول التأهيل القيادي. – ثانيا: صياغة هذه المنهجية برؤية أصيلة تعكس قيمنا المشتركة في المنطقة، وأن تكون هذه الرؤية مؤطرة بقواعد حوكمة واضحة ودقيقة وواقعية، وأن يكون هذا الإطار مرنًا بما يكفل تطوره المستمر وتكييفه السريع مع التحديات المتغيرة والبيئة المتقلبة بشكل عضوي. – ثالثا: توثيق واعتماد هذا الدليل المنهجي من جهات دولية كأنموذج عالمي. – رابعا: نشر وتعميم الفكر القيادي وبرامجه وتطبيقاته المتعددة في كل المجالات وعلى كافة المستويات وطنيا واقليميا وعالميا. – خامسا: الحوكمة المستدامة لبرامج التأهيل القيادي لضمان تحقيق النتائج المرجوة منها بفعالية وكفاءة. – سادسا: التعاون الدولي واسع النطاق لتطوير هذا الإطار وتعزيز تبادل المعرفة والخبرة وأفضل الممارسات بهدف بناء جيل جديد من القادة المتميزين، قادرين على مواجهة التحديات المركبة التي تواجه منطقتنا بثقة وأصالة وبروح الإبداع والابتكار. وفي الختام فإننا في وقف الأكاديمية الدولية للتنمية والتعليم نُعَبِّر عن شكرنا العميق لشركائنا في جامعة اسطنبول الحضارية على استضافتهم المميزة لهذا المؤتمر، ولجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية على رعايتها الكريمة كذلك، ولجميع الخبراء والباحثين والمشاركين الذين ساهموا في نجاح هذا المؤتمر، ونتطلع إلى لقائكم مرة أخرى في نسخة المؤتمر القادمة.